منتدى نهر الحب
تسجيلكم معنا قد أسعدنا كثيرا جداُ
فهذا دليل على ان المنتدى قد نال على إعجابكم على الأقل!
ولكن ثقوا تماماً أن سعادتنا هذه
لن يكتب لها الاستمرار أبدا
وقد يحل محلها الحزن
إذا لم تتشرف صفحات هذا المنتدى
بما تجود به أنفسكم
وبما يمتعنا به قلمكم
فهل
ستحرموننا من هذه السعادة ؟!!
أتمنى أن تكون الإجابة هي
تفاعلكم مع المنتدى
منتدى نهر الحب
تسجيلكم معنا قد أسعدنا كثيرا جداُ
فهذا دليل على ان المنتدى قد نال على إعجابكم على الأقل!
ولكن ثقوا تماماً أن سعادتنا هذه
لن يكتب لها الاستمرار أبدا
وقد يحل محلها الحزن
إذا لم تتشرف صفحات هذا المنتدى
بما تجود به أنفسكم
وبما يمتعنا به قلمكم
فهل
ستحرموننا من هذه السعادة ؟!!
أتمنى أن تكون الإجابة هي
تفاعلكم مع المنتدى
منتدى نهر الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نهر الحب


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  تسجيل خول الاعضاءتسجيل خول الاعضاء  تسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء  

 

 هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أسيـ الصمت ــر
Admin
Admin
أسيـ الصمت ــر


علم الدولة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" YemenC
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Left_bar_bleue100 / 100100 / 100هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 22/09/2008
عدد الرسائل : 1807
الأوسمة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 27155911
الصوره الرمزيه : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 6-24-011
الموقع : https://nhr3.yoo7.com

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Empty
مُساهمةموضوع: هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"   هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" I_icon11الجمعة ديسمبر 26, 2008 3:55 am

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 39
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Icon11 هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"

[b]هيا بنا نؤمن
الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح

[size=16]
الخطبة الأولى
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون :
" هيا بنا نؤمن " نداءٌ يتجدد ؛ لأن فيه علاج كل مشكلات الحياة ، وصلاح كل أمور الأحياء .. فيه طهارة القلب ، وزكاة النفس ، ورشد العقل ، واستقامة الجوارح ، وحسن الصلاة .

كل خيرٍ نبحث عنه فإنا واجدوه فيه ، وكل شرٍ نتأذى منه فإنا واجدون السلامة منه في هذا الإيمان وعصمته وحمايته ووقايته .

فجر الأمس زارني شابٌ من رجال الأعمال ، في واقعةٍ أحسب أنكم تدركون أنها تتكرر كثيراً ؛ غير أن جزءاً منها هو النادر الذي كاد أو يكاد أن يختفي .. جاء سائلاً عن شركةٍ يملكها تقدّم عرضاً في موضوعٍ مهم يعم البلاد كلها ، والفوز به يعني الفوز بالملايين من الريالات ، وعنده من الإنجاز في ذلك ما هو مستحقٌ أن يكون صاحب العقد ، وعندما التقى من بيده ترتيب هذا الأمر كان الأمر في مبدئه تلميحاً ، ثم صار تصريحاً .. إن فريق العمل يحتاج إلى عونك ودعمك ، ثم لم يكن ذلك فحسب ! بل كان الأمر في صراحةٍ - وإن شئت قلت في بجاحةٍ - إن المطلوب لكل فردٍ مبلغ محدد وهو كذا وكذا - ليس عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الريالات - وأن ذلك سيكون تمهيداً لإنهاء الأمر ، ورسو العقد وغير ذلك .

جاء هذا الرجل وفي قلبه إيمان ، وفي نفسه زكاةٌ ، وهو يقول : " في النفس من هذا شيءٌ والحرمة فيه بادية " ؛ لأن هناك منافسين قد سبق وأن أعطوا هذه الأموال ، وهو أحق منهم بحسب ما عنده من الإنجاز ، وعندما أوضحت له أن الأمر فيه وضوحٌ في الحرمة ، وأدنى درجاته أن يكون عالية الرتبة في الشبهة ، وفي الكراهة أجاب بأنه قد وطّن نفسه على ترك كل شيءٍ مما حرم الله ، وعزم على ذلك أمره وقال به ، ووقف عنده .

الشق الأول أحسب أنكم ستقولون : " بماذا جئت ؟ .. فإن عندنا عشراتٍ ومئاتٍ من القصص التي لا تجيز أمراً ولا تبرم عقداً حتى تدخل إلى بطونها سحتاً " غير أن الشق الآخر هو الأقل الأدنى الذي قلّ فيه من يتورع عن الحرام ، ويتوقف عن مصلحةٍ دنيويةٍ ظاهرة ، رعايةً وحفاظً على مصلحةٍ أخرويةٍ أعظم وأبقى .. وذلكم ما أحسب أنه مظهرٌ جليٌ ، ودليلٌ واضحٌ على وجود قوة وحيوية الإيمان أو على ضعفه وذهاب أثره وغياب حقيقته .

نداءٌ إيمانيٌ جاء بالنهي عن مخالفة الأمانة ؛ لأن ذلك يعارض حقيقة الإيمان ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
نداءٌ لأهل الإيمان إن بقي في قلوبهم إيمان { لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ } اقتران خيانة الله وخيانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيانة الأمانة تعظيم لشأنها ، ودليلٌ على علو رتبتها ، وعلى قوة وشدة صلتها بالإيمان بالله جل وعلا .
{ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } فإنه ما من أحدٍ إلا وفي علمه بشرع الله وفي ما يجيش في نفسه من أثرٍ يدل على حرمة ما يقترف من معصية الله ، قال السعدي رحمه الله في تفسيره : " فمن أدى الأمانة استحق من اللّه الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها بل خانها استحق العقاب الوبيل، وصار خائنا للّه وللرسول ولأمانته، منقصا لنفسه بكونه اتصفت نفسه بأخس الصفات، وأقبح الشيات، وهي الخيانة " .

ولما كان العبد ممتحناً بأمواله وأولاده ، فربما حمله محبته ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته رعايته ومحبته لأهله وأولاده وماله وثراءه ، يميل بهواه فيغلب إيمانه ويطمس بصيرته بيقينه ، فينطلق إلى لعاعة الدنيا إلى ثرائها ، ومظاهرها وشهواتها وفتنتها وهو يئد الإيمان في قلبه ، ويطفئ إشراقه اليقين في نفسه ، ويضعف أثر إيمانه كما أشار إلى ذلك أهل العلم في مثل هذا المعنى .
ولو تأملنا لوجدنا اقتران الإيمان بالأمانة جلياً واضحاً ، فيما أورده الحق جل وعلا من صفات المؤمنين ؛ لم تقتصر الصفات على صلاة خاشعة ، ولا على زكاةٍ مؤداة ، ولا على حفظٍ للفروج فحسب ! بل جاء في الصفات قول الله جل وعلا : { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } يراعونها ، يحافظون عليها ، يقومون بحقها ، يراقبون الله فيها ، يخشون الله جل وعلا في خيانتها أو من خيانتها .. أمرٌ يدل على أنهم أهل إيمان ، واستحقوا صفة الإيمان ، ووصفوا بسمات أهل الإيمان ؛ لأنهم لأماناتهم وعهدهم راعون ، وأما الخائنون فقد سلبت منهم هذه الصفات الرفيعة السامية ، ونالهم من كدر أضدادها ، وصفات المنافقين من غير المؤمنين ما ينالهم ما هو معلوم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاثٌ : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) فيرضى مثل هذا الإنسان أن يكون متصفاً بصفة نفاق ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( فمن كانت فيه واحدةٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، ومن كانت فيه تلك الخصال كان منافقاً خالصاً ) .

قال القرطبي في معنى الأمانة : " والأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولاً وفعلا " أي إنها أمانةٌ في عنقك ، وعهدٌ بينك وبين الله لا ينبغي إخلافه ولا نقضه .
وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره : " كل ما استودعك الله وأمرك بحفظه فيدخل في هذه الأمانة ، ويدخل فيها حفظ جوارحك عن كل ما لا يرضي الله ، وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس " .

وتأملوا من بعد هذا الحديث العظيم الذي فيه صراحةٌ ووضوحٌ في لفظه ، من رواية أنس عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) رواه أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحة بسندٍ صحيح .

لا إيمان لمن لا أمانة له لا يكمل إيمانه لا يصدق إيمانه لا تتجلى ، ولا تظهر آثار إيمانه ذلك الذي خان أمانته .. ذلك الذي أكل الحرام .. ذلك الذي ضيع المسؤولية ذلك الذي ظلم فنحى صاحب الحق وقدم غيره لمصلحته ذلك الذي أشاع الفساد في المجتمع بتضييعه للأمانة .. ذلك الذي جعل الحقوق ضائعة وجعل الأمانة مهدرة .. إن فعله ليس مقتصراً على أنه أخذ مالاً في جيبه من سحتٍ أو حرام .. إنه في حقيقة الأمر يفسد في الأرض فساداً عظيماً .. إنه يورث ويوجد في النفوس وفي القلوب - قبل الأحوال والأفعال والأقوال - فساداً خطيراً ، وانحرافاً عظيماً ، وشراً مستطيراً ، وبلاءاً يخشى على الناس جميعاً من آثاره وعقوبته الربانية .

( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) من القائل ؟ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ؛ فإن رأيت مضيعاً للأمانة فاعلم ما قاله أهل العلم في ذلك وما بينوه في حقيقته ؛ فإن في ذلك أموراً كثيرة ، والأمر بهذه الأمانة ظاهرٌ جليٌ واضحٌ .. مرتبط بالإيمان في قوله : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ } .
انتبه لهذه المعاني ، وتأمل ذلك الحديث النبوي الذي أخرجه البخاري وغيره .. عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدّث أصحابه .. فجاء رجل من الأعراب والرسول ماضٍ في حديثه ، فقال يا رسول الله : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ، قال بعض الصحابة : فكأنما كره قوله ! وقال بعضهم : كره أن يقطع حديثه ، فلما فرغ من حديثه قال : أين السائل عن الساعة ؟ فقال : أنا يا رسول الله ، قال : ( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) فقال الأعرابي : وكيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فتلك إضاعتها ) ، وفي لفضٍ وروايةٍ عند البخاري : ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله ) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://	https://facebook.com/fars.lov
أسيـ الصمت ــر
Admin
Admin
أسيـ الصمت ــر


علم الدولة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" YemenC
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Left_bar_bleue100 / 100100 / 100هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 22/09/2008
عدد الرسائل : 1807
الأوسمة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 27155911
الصوره الرمزيه : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 6-24-011
الموقع : https://nhr3.yoo7.com

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"   هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" I_icon11الجمعة ديسمبر 26, 2008 3:58 am

عجباً أن لا نلتفت إلى الخطر المحدق بنا ! وإلى الآيات والعلامات الدالة على قرب القيامة ، ووجود آخر الزمان ! مع أن الناس قد شغلوا بأمورٍ أخرى من هذا في شأن بعض الصفات والأوصاف والمعارك وغيرها ، ولم يلتفتوا إلى المعاني .. فضياع الأمانة دلالةٌ من دلالات آخر الزمان ، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق .. عجباً لنا ونحن لا نلتفت إلى هذا !

قال ابن بطالٍ في شرح الحديث : " إن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده ، وفرض عليهم النصيحة لهم ، فينبغي لهم تولية أهل الدين ، فإذا قلدوا أهل غير الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله إياها " .

وروى البخاري في صحيحة من حديث حذيفة رضي الله عنه في شأن الأمانة وضياعها وغيابها .. وهو حديثٌ طويلٌ جاء فيه : ( ... فيصبح الناس يتبايعون ، فلا يكاد أحدٌ يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ، ويقال للرجل : ما أظرفه ! ما أعقله ! ما أجلده ! وليس في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمان ) .

أليس مثل هذا الوصف يصدق في أحوال كثيرٍ وكثيرٍ من بلادنا ومجتمعاتنا الإسلامية ألسنا اليوم ، نتبايع فلا يكاد أحدٌ يأمن أحداً في وفائه وأمانته وصدقه وبره وإنصافه .. ألسنا اليوم قد نبحث إلى الأمناء فلا نكاد نحصي إلا الواحدة أو الاثنين في الفئام من الناس ، أو في القبيلة ، أو في القوم .. أليس هذا الذي يقولها النبي صلى الله عليه وسلم واقعاً في مدح من ليس في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمان ، قد ضيع الأمانة ، وأخذ حقوق الناس ، وانتهب أموالهم ، واستباح ما حرم عليه من حقوقهم ، وضيّع أماناتهم .. ومع ذلك هو المشار إليه بالبنان ، الممدوح بعظيم الصفات على كل لسان ! أليس ذلك دليلاً على خللٍ كبيرٍ في الإيمان ، لا يخص أفراداً بأعيانهم ، بل يعمّ أحوالنا ومجتمعاتنا إلا ما رحم الله ، ومن رحم الله نسأل الله عز وجل أن يرحمنا ..

في هذا الحديث قال ابن التين : " الأمانة كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله ، الآخذ للرشوة ، والقابل للهدية المغموسة بالحرام ، يحتاط لنفسه ، ويجعل الأمر في أشد صور الخفاء ، ولا يجعل هناك وثيقةً تدينه ، ويحسب لكل قضية حسابها ، ويضيع حساب القضية الأعظم ، وهو أن الله مطلع عليه ، وعالمٌ به ، وكاتبٌ عليه كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من أقواله وأعماله .

ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ظلم مسلمًا قيد شبر من الأرض طُوِّقهُ يوم القيامة من سبع أراضين ) .
ويقول عليه الصلاة والسلام : ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي بنحو مما أسمع – بمعنى أن يقدم بيناتٍ ، ويقدم أقوالاً يكون الحكم فيها لصالحه وهو على غير حق - فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار فليأخذ أو ليدع ) .
كل ريالٍ تأخذه قطعةٌ من جهنم ، إن راقك ذلك وإن قبلت به فاستكثر ؛ فإنما تستكثر - والعياذ بالله - سيئاتٍ مضاعفة ، وإنما تستكثر عذاباً منتظراً .. نسأل الله عز وجل السلامة .

كم في واقع حياتنا وفي واقع حياة كل فردٍ منا شبهاتٍ في معاملاته المالية .. هل توقف عندها ، وتحرّى فيها ؟ هل راقب الله جل وعلا ، فترك عرض الدنيا وزينتها وزخرفها إيثاراً للآخرة الأبقى والأعظم جزاءاً وثواباً ؟ أم أن الإيمان قد ضعف حتى صار أمر الآخرة ونعيمها نسياً منسياً ! وأمر الدنيا وزخرفها هو الذي ملأ القلوب والعقول والأبصار ؛ فلا تسمع إلا ما يُرغّب فيها ، ولا تقول إلا ما يُؤدّي إليها ، ولا ترغب إلا فيما يستزيد منها !

عجباً لنا ! وكأن ذلك في حسّنا ليس له صلةٌ بإيماننا ، ولا بمراتبنا عند ربنا .. وقد نكون في الصفوف الأولى في المساجد ، وقد نُدمنُ شيئاً من تلاوة القرآن .. وكل ذلك خيرٌ ، لكن ذاك الذي يجعلنا في أمر المعاملات ، وتمحيص التوجهات ، ومخالفة الآراء والأهواء والشهوات ، ومعارضة المغريات والملذات .. ذلكم هو أثر الإيمان الحق الذي يذكر لنا ابن العربي في شأنه أمراً عجيباً ، فيقول : " الأعمال السيئة لا تزال تضعف الإيمان ، حتى إذا دناها الضعف لم يبقى إلا أثر الإيمان ، وهو التلفظ باللسان ، والاعتقاد الضعيف في ظاهر القلب " .
وهذا من فقه علمائنا - رحمهم الله - ولذلك قال بعض أهل العلم : " الأمانة هي عين الإيمان " ؛ ولذلك عين الإيمان إذا ضعفت الأمانة فقد ضعف الإيمان ؛ كما ذكر أهل العلم .

وهذا حديثٌ آخر من الأحاديث العظيمة ، رواه مسلمٌ في صحيحه ، من حديث حذيفة - وهو مما أحسب أنه لا يدرج على ألسنة الناس ، ولا يكاد يحفظه كثيرٌ منهم - وهو في حديث الشفاعة ، وفي حديث الفصل بين الناس يوم القيامة ، وفي أوله طولٌ في ذهاب الناس إلى آدم وإلى إبراهيم وإلى موسى عليهم السلام جميعاً ، ثم انتهاؤهم إلى سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم ، فيقوم إلى ربه ومولاه سبحانه وتعالى .. قال حذيفة في حديثه ، في شأن استفتاح الجنة : ( فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم ، فيستأذن فيؤذن له ، وترسل الأمانة والرحم ، فتقومان على جنبتي الصراط ) ؛ أي على جانبيه .
ثم ذكر بقية الحديث : ( فمن الناس من يمرّ كالبرق ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمرّ كالطير - ثم قال في آخر الحديث - ومنهم من لا يمضي إلا زحفاً ) .

قال النووي رحمه الله ، في شأن كون الأمانة والرحم على جنبتي الصراط : " لعظم أمرهما ، وكبر موقعهما ، فيصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها الله " .
ونقل عن صاحب التحرير قوله - وفي الكلام اختصارٌ - : " والسامع فهم أنهما تقومان أي في هذا المقام لتطالبا كل من يريد الجواز بحقهما " كل من يريد أن يمضي على الصراط ، تأتيه الأمانة أولاً فتطالب بحقها ، والرحم فتطالب بحقها ؛ فإن كان مؤدياً لحقهما كان من أسباب سرعة جوازه على الصراط ..

فالأمانة المضيعة اليوم تلقاك يوم القيامة على الصراط .. فهل أنت قادرٌ يومها على أن تجوز الصراط وقد فرطّت في الأمانة وخنتها ، وضيعت إيمانك وأضعفته ، وأذهبت أثره وجعلته وراء ظهرك ! أليس كل هذا مما جاء في كتاب الله ، أو مما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألسنا نذكر ذلك الموقف العجيب الفريد يوم فتح الله على المؤمنين والمسلمين في معركة القادسية ، على يد سعد بن أبي وقاص ، ولما انتهى الفتح أخذ سعدٌ ما في إيوان كسرى - أي مكان قصره وملكه من الذهب والجواهر ، وتاج كسرى المرصع بكل ما هو غالٍ وثمين - فجعل في أشولة وأعطاها لرجلٍ من عرض المسلمين لم يذكر التاريخ اسمه ، ولم يعرف الناس نسبه ، وأمره أن يمضي إلى المدينة من ذلك المكان البعيد ليبلّغ عمر بن الخطاب بخبر الفتح والنصر الإسلامي ، ويعطيه مافي إيوان كسرى من الذهب والفضة والحلي والتاج ، فذهب الأعرابي ولم يقيد عليه ما استلمه ، ولم يكن هناك جردٌ لما سُلّم له ، ولم تكن الأختام موجودةً ، ولم تكن أجهزة الحاسوب راصدةً .. لكن رقابة الله في القلب حية ، وأمانة الإيمان في النفس يقظةٌ مؤثرة .. مضى الأعرابي يجرُّ بعيره على ظهره ، ثروةٌ يطيش لأجلها ولأجل عشرها عقول كثيراً من ضعاف الإيمان ، لم ينظر إليها ولم يلتفت إليها ، وربما ما علم بها ! ووصل إلى المدينة ووقف بين يدي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً : إن سعداً يقرئك السلام ، ويبشرك بنصر الله لأهل الإسلام ، وهذا تاج كسرى وإيوانه . فطأطأ عمر رأسه متأثراً ، قائلاً : " إن قوماً أدوا هذا لأمناء .. إن قوماً أدوا هذا لأمناء " فجاء التعقيب - كما ورد في بعض روايات التاريخ - : " عففت فعفوا ، ولو رتعت لرتعوا " .
كان عمر رضي الله عنهم يحاسب نفسه وأهله على أقل القليل .

ويوم تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة مضى من يومه ، يريد أن يعمل ويكتسب في تجارته ، قالوا : قد وليت أمرنا فافرغ لنا ، قال : قوتي وقوت عيالي ! قالوا : نفرض لك من بيت مال المسلمين فقدر لنفسه أقل القليل من طعامٍ وشرابٍ فحسب ، وليس خزائن مفتوحةً ليس لها حصرٌ ولا عدّ ، وليس مالاً سائباً لا يسأل عن أحد ! بل كما كان فعله وفعل غيره من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في مراقبتهم لله ، وأدائهم للأمانة .. إن صوراً من تضييع الإيمان وضعفه تتجلى في حياتنا كثيراً ، وتتجلى في ضعف الخوف من الله ، وقلة مراقبة الله ، وضعف الحياء من الله ، وضعف الأمانة في أداء حقوق الله وحقوق عباد الله .. فالله الله في إيمانكم ؛ فإنه ليس محصوراً في صلاتكم وزكاتكم وتلاوتكم ودعائكم ، بل هو في سائر جوانب حياتكم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://	https://facebook.com/fars.lov
أسيـ الصمت ــر
Admin
Admin
أسيـ الصمت ــر


علم الدولة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" YemenC
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Left_bar_bleue100 / 100100 / 100هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 22/09/2008
عدد الرسائل : 1807
الأوسمة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 27155911
الصوره الرمزيه : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 6-24-011
الموقع : https://nhr3.yoo7.com

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"   هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" I_icon11الجمعة ديسمبر 26, 2008 4:00 am

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 39
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Icon11 هيا بنا نؤمن"الخطبة الثانية"
الخطبة الثانية
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون :
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أعظم زادٍ يقدم به العبد على مولاه ..
وإن من أعظم التقوى البعد عن الحرام ، وأداء الأمانة والتنزّه عن كل ما يكفيه خيانتها وتضييعها .. وكنت قد طالعت قبل مجيء هذا الرجل بالأمس قراراً ونظاماً حول هذا الأمر ، أقر بعضه مجلس الشورى ويُدرّس بعضه الآخر ، وعزمت على أن أجعله حديثاً في جمعتنا هذه ، فجاءت قصة الرجل تدفعني إليه دفعاً ، وتؤمنني وتدخل في نفسي سروراً أنه ما زال فينا من يخاف الله ، ويترك عرض الدنيا الملوّث بالحرام ابتغاء مرضات الله ، ويريد أن لا يدخل إلى جيبه وكسبه شيئاً من الحرام ؛ لأنه إنما يأخذ في هذه الحالة ناراً .. قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } .

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( كل جسمٍ نبت من سحتٍ فالنار أولى به ) فرحٌ أن يكون فينا ومنا من يحيي معاني هذه الإيمانيات ، ونحن بحاجةٍ إلى ذلك .. وما حديثنا هذا لكي نستمع إلى هذه الكلمات ، ونظن أن المقصود بها من يتولون المناصب العليا أو الكبرى .. فحسب بل الحقيقة أن كل فردٍ منا عنده ضروبٌ من الأمانات قد يخونها ويضيعها وعديدٌ من المواقف التي لا يستحضر فيها عظمة الله ولا مراقبة الله جل وعلا ..

وقفةٌ قصيرةٌ ؛ لنرى كيف تكون المشكلات إذا ضعف الإيمان ؛ وبالتالي ضاعت الأمانة نظامٌ كاملٌ اسمه " الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد والرشوة " وهناك مشروع نظامٌ يدرس اسمه " نظام مكافحة الاعتداء على المال العام وسوء استعمال السلطة " لِمَ ؟ لأن الأمر قد اتسع خرقه على الراقع ، فاحتجنا إلى مثل هذا .. وفي هذا النظام أن ثمة أمرٍ ملكي سابقٍ صادرٍ بهذا الخصوص عن ما يأخذه المسئول من الأموال ، وضرورة محاسبته وسؤاله عنه .. والعجب أن هذا الأمر صادرٌ في عام اثنين وثمانين وثلاثة مئة وألفٍ من الهجرة ؛ أي قد تجاوز ثلاثين عاماً ! ولكنه غائبٌ مغيبٌ في واقع حيات الناس إلا ما رحم الله ، ثم يقول في نصوص هذا النظام أو بعض فقراته إلزام كل من يشغل وظيفةً قياديةً تنفيذيةً في الجهاز الحكومي ، وكذا المسئولين في الشركات المساهمة التي تساهم فيها الدولة بالتصريح عن ممتلكاتهم المنقولة ، والثابتة وأفراد أسرهم أي قبل تولّي الوظيفة حتى لا يدخل إليها ، وهو قليل المال ويخرج منها وهو كثير المال .

ومن الأنظمة كذلك : تقليص التعامل بالنقد في المسئوليات الحكومية والعامة ، ووضع قواعد لتنظيم الهدايا والإكراميات ؛ حتى لا تعتبر صوراً من الرشوة والإغراء .. وقد حصل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جابياً للزكاة إلى قبيلة أزد ، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم صار يقول : هذا لكم وهذا أهدي إلي فقال صلى الله عليه وسلم : مالي أستعمل الرجل منكم فيقول : هذا لكم وهذا أهدي إلي.. هلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟ فو الذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حق إلا أتى الله به يوم القيامة يحمله على رأسه .
ما سبب هذه الهدية ؟ لو لم تكن في هذه الوظيفة ، ولو كنت في بيتك .. هل سيأتي إليك ويهديك ؟ ولماذا يهديك لأجل سواد عينيك ! إنه إنما يهديك لمصلحة ، وذلك ظاهرٌ ..

وهذا هي الضوابط المهمة في شرعنا ، وفي هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم .. وفي هذا النظام أيضاً وضع معايير الاختيار القيادات الإدارية ؛ حتى تختار على أساسٍ من الكفاءة ، وتطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلم .

وهناك أنظمة تفصيلية كثيرة منها : إيجاد أجهزة رقابية مالية ، ومنها التعاون الدولي في هذه الشئون ، وأخذ الأنظمة والاستفادة منها .. وكل ذلك حسنٌ لكن الأحسن منه والأعظم تأثيراً هو أن نكون مؤمنين صادقين ، ومسلمين مخلصين ؛ فإننا لو زرعنا الإيمان وأحييناه بالقلوب لاستغنينا عن كثيرٍ من كل هذه الأنظمة ، وإن كنا في حاجةٍ إليها ؛ لأنه إذا وُجِدَ الإيمان في القلب ورقابة الله عز وجل .. فأي شيءٍ يمكن أن يضبط الإنسان غير هذا .. وشواهد التاريخ وأحداث الواقع وقصة الأمس دليلٌ على ذلك .

ومن هنا جاء في النظام أيضاَ فقراتٌ مهمةٌ أحب أن أشير إليها :
أن الإسلام هو أساس ضبط النزاهة ومكافحة الفساد ، وأن المملكة - وهي تطبق الشريعة الإسلامية - ترغب في الإسلام بالآيات والأحاديث والتشريعات الدالة على وجوب الأمانة ومنع الخيانة .

ثم من الفقرات : توعية السلوك الأخلاقي وتعزيزه عن طريق تنمية الوازع الديني ؛ للحث على النزاهة ، ومنع الفساد ، والتأكيد على دور الأسرة في تربية النشء ، وحثّ المؤسسات التعليمية على وضع مفرداتٍ في التعليم على الأمانة ، وحماية الأموال العامة ، ومكافحة الفساد .

إذاً نحن نقول : إن العلاج الحق هو في هذه المعاني الإيمانية ، وفي التربية الأخلاقية والأسرية ، والمناهج التعليمية ، التي إذا أردنا الخير فينبغي أن نربطها بدين الله عز وجل ، وبهذه المعاني حتى يكون لها أثر .

وجاء في النظام أيضاً : تحسين الأوضاع الأسرية والمعيشية للمواطنين ، عن طريق توفير فرص العمل ، والعمل على وضع برامج تثقيفيةٍ في هذا الشأن .. وهذا يدلنا على شدة الاحتياج ، إلى مراعاة الأمانة من خلال المنهج الإيماني الإسلامي التربوي السلوكي الأخلاقي الأسري ، الذي يصحح طبيعة الإنسان ، وصيغة حياته وصبغتها فلا يحتاج إلى هذه الرقابة .

أختم بكلمةٍ خماسيةٍ في وصيةٍ سلفيةٍ لأحد علماء الأمة :
قال ذو النون رحمه الله ، عندما سئل : بما ينال العبد الجنة ؟ فقال بخمسة أمور : " استقامةٌ ليس فيها زوغان ، واجتهادٌ ليس معه سهوٌ ، ومراقبةٌ لله تعالى في السر والعلن ، وانتظار الموت والتأهب له ، ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب " .
نسأل الله عز وجل أن يبصرنا بديننا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://	https://facebook.com/fars.lov
اجمل ابتسامة
مشرفه
مشرفه
اجمل ابتسامة


علم الدولة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" UnitedAC
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Left_bar_bleue100 / 100100 / 100هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 22/10/2008
عدد الرسائل : 918
الأوسمة : هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Pctt9p12
الموقع : فلسطين

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" Empty
مُساهمةموضوع: رد: هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"   هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" I_icon11الجمعة ديسمبر 26, 2008 11:44 am

هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى" 39موضوع غايه في الروعة يسلموووووووووووووا Laughing
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هيا بنا نؤمن"الخطبة الأولى"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حسرات"الخطبة الأولى"
» الزمالك يصعد إمام "الصغير" للفريق الأول
» من وصايا الرسول "صلى الله عليه وسلم" لابنته فاطمة الزهراء
» جميع حلقات " أحداث النهاية " للشيخ محمد حسان
» فيلم اللغز والغموض " The Prestige " نسخه DVD - مترجم - 194 ميجا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نهر الحب :: ** منتــديـــات الشكـــاوي والاقتراحــات ** :: ** نهر الحب للمحذوفات **-
انتقل الى: