9- ليكن شهر رمضان فرصةً للعفو والصفح والصلح، حتى مع الذين أساءوا إلينا، يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ.. لكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ) وفي الحديث يقول أحد الصحابة: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأتحبب إليهم ويتبغضون إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لئن كنت كما تقول فإنك تسفهم المل ) أي تلزمهم الحجة، ولنحرص على سلامة صدرونا تجاه الآخرين، ولنكن نحن البادئين بالسلام والتحية.
10- التعود على الإنفاق، وإن كان قليلاً، ولنتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ( أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ) .
11- محاسبة النفس على ما مضى من أعمال، وخاصةً التقصير في العبادات، والتقصير في الجوانب الإيمانية، ونسأل أنفسنا: هل كنا مداومين على التوبة؟ وهل نحن نخشى الله حق خشيته؟ وهل نحن نتوكل عليه حق التوكل؟ وهل نتحاكم إليه حين نتخاصم؟ كما نحاسب أنفسنا على الجانب الأخلاقي والسلوكي، هل نحن نؤدي الأمانة؟ وهل نفي بالوعد؟ وهل نقبل العذر؟ وهل نحرص على الصدق؟ وهل نسارع إلى خدمة المحتاجين؟ وهل نخف لنجدة الملهوف ونصرة المظلوم؟ وهل نؤدي حقوق الآخرين؟!
فإن وجد المسلم أنه انحرف عن الطريق صحَح المسارَ { كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء: من الآية 14 ] "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".
12- يجب الإكثار من الدعاء والتضرع، والوقوف بباب الله، وقرع الأبواب "فدعاء السحر سهام القدر" وعسى الحق تبارك وتعالى أن يفك أسرى المسلمين وأن يرد غائبهم، وأن يفرج كروبهم، ولنكن في دعائنا دعاء المضطر، المشرف على الغرق، الذي لا ينجيه إلا تعلقه بالحبل المتين والركن الشديد، الفعال لما يريد، القائل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة: من الآية 186 ] يقول سيدنا عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء".
13- استصحاب نية الاعتكاف في العشر الأواخر، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل